كيف تستخدم تحليلات البيانات في اتخاذ قرارات الأعمال؟

يشهد العالم اليوم تحولاً رقميًا كبيرًا يؤثر بشكل جذري على الأعمال والشركات، حيث أدى التقدم التكنولوجي وزيادة استخدام الإنترنت إلى توليد كميات هائلة من البيانات التي أصبحت أساسًا مهمًا لصنع القرارات التجارية. تعتمد الشركات على تحليل هذه البيانات لفهم السوق وتوجيه الأعمال نحو النجاح، حيث تسهم البيانات الدقيقة في اتخاذ قرارات مبنية على أساس متين، مما يقلل من مخاطر الاستثمار غير المضمون.

في عصر ريادة الأعمال الحديث، تعد القرارات التجارية السليمة ميزة تنافسية حاسمة. يساعد تحليل البيانات المدراء على فهم التوجهات السوقية، وتقييم الأداء، والتنبؤ بالمستقبل بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يُمكِّن تصور البيانات من تبسيط المعلومات المعقدة، مما يسهل فهمها لأصحاب القرار. لذا، أصبح استخدام تحليلات البيانات ضرورة استراتيجية لضمان النجاح والاستمرارية في بيئة الأعمال المتغيرة.

ما هي تحليلات البيانات؟

thumb-content

تحليل البيانات هو عملية تشمل جمع البيانات ومعالجتها وفحصها بهدف فهم المعلومات واستنباط القيمة منها. تعمل تحليلات البيانات على تحويل البيانات الخام إلى رؤى قابلة للتنفيذ، وذلك من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات والعمليات للكشف عن الاتجاهات وحل المشكلات بالاعتماد على البيانات. تلعب تحليلات البيانات دورًا رئيسيًا في تحسين العمليات التجارية، وتعزيز عملية اتخاذ القرار، ودعم نمو الأعمال.

فوائد تحليل البيانات في إدارة الأعمال

هذه الفوائد تجعل تحليل البيانات أداة أساسية لتعزيز الكفاءة والفعالية في إدارة الأعمال وتحقيق النمو ومن أمثلتها : 

  • اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة: يساعد تحليل البيانات في فهم السوق والعملاء والمنافسين بشكل أعمق، مما يتيح للشركات اتخاذ قرارات استراتيجية مستندة إلى معلومات دقيقة.
  • تحسين الأداء والكفاءة: يساهم في تحديد نقاط الضعف في العمليات والبحث عن طرق لتحسينها، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء العام.
  • خفض التكاليف: يساعد على تحديد فرص خفض التكاليف وتحسين استخدام الموارد بشكل فعال.
  • زيادة الإيرادات: من خلال فهم احتياجات العملاء وتقديم منتجات وخدمات تلبي تلك الاحتياجات بشكل أفضل، يمكن زيادة الإيرادات.
  • تحسين تجربة العملاء: يساعد على فهم سلوك العملاء وتوقعاتهم بشكل أفضل، مما يمكن الشركات من تقديم تجربة مخصصة تلبي احتياجات العملاء.
  • تخفيف المخاطر: يمكن من تحديد المخاطر المحتملة في وقت مبكر، مما يتيح تطبيق استراتيجيات استباقية للتخفيف من تلك المخاطر.
  • تحسين دقة القرارات: يقلل من احتمال الأخطاء والتحيزات في اتخاذ القرارات، مما يضمن نتائج أكثر دقة.
  • التخطيط الاستراتيجي المستند إلى البيانات: يمكن تطوير استراتيجيات طويلة المدى بناءً على البيانات التاريخية والتحليلات التنبؤية، مما يدعم استدامة النجاح.
  • زيادة رضا أصحاب المصلحة: تعزيز التواصل والشفافية مع أصحاب المصلحة من خلال رؤى البيانات، مما يزيد من الثقة والرضا.
thumb-content

كيف تستخدم تحليلات البيانات في اتخاذ قرارات الأعمال؟

لتحقيق التحول الرقمي والاستفادة من تحليل البيانات، يجب أن تتبنى الشركات استراتيجية متكاملة ومستدامة تشمل تحسين القدرات التقنية، وجمع وتحليل البيانات بشكل دقيق، وتعزيز التفاعل بين الأفراد، لتحقيق التحول الرقمي وتحليل البيانات بنجاح، يجب على الشركات والهيئات اتباع استراتيجية مدروسة تشمل الخطوات والمبادئ التالية:

  1. تحليل الاحتياجات والأهداف:
    • تحديد احتياجات المؤسسة وأهدافها من التحول الرقمي وتحليل البيانات.
    • تحديد المجالات التي يمكن تحسينها باستخدام التكنولوجيا الرقمية وتحليل البيانات لتحقيق أفضل النتائج.
  2. اختيار مصادر البيانات بعناية:
    • التأكد من أن مصدر البيانات والطريقة التي تم الحصول عليها بها موثوقان ومفهومان لضمان صحة المعلومات.
    • عدم تجاهل أي نوع من المعلومات قبل تحليل صلتها، حيث قد تكون بعض البيانات التي تبدو غير مفيدة ذات قيمة في مرحلة ما.
  3. جمع وتنظيف وتوثيق البيانات:
    • وضع آليات فعالة لجمع البيانات المهمة وتنظيفها وتخزينها بشكل منظم وآمن لضمان جودتها.
    • توثيق المعلومات بشكل دائم ومنظم (مثل قاعدة بيانات افتراضية) لضمان سهولة الوصول إليها واستخدامها في المستقبل.
  4. بناء القدرات التقنية:
    • التعرف على التقنيات الحديثة والأدوات المتاحة للتحول الرقمي وتحليل البيانات.
    • توظيف موظفين مؤهلين وتوفير التدريب المستمر للفرق العاملة لتطوير القدرات التقنية اللازمة للتعامل مع البيانات وتحليلها.
  5. توظيف التحليلات الذكية:
    • الاستفادة من تقنيات التحليل المتقدمة مثل التعلم الآلي، الذكاء الاصطناعي، وتنقيب البيانات لاستخراج رؤى قيمة.
    • تطبيق التحليلات لتحديد الاتجاهات والأنماط والتنبؤات لتحسين الأداء واتخاذ القرارات الاستراتيجية.

 

6. إعطاء الأولوية لبعض المؤشرات (KPIs):

  • استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية ذات الصلة (مثل الربحية، عدد العملاء المتوقعين، معدل التحويل) لتوجيه القرارات.
  • التركيز على المقاييس التي تعزز الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وتساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة.

 

7. تحقق من إدارة الشركة بشكل منتظم:

  • عقد اجتماعات وعمليات تفتيش منتظمة لتحليل البيانات ومؤشرات الأداء، واكتشاف التناقضات وإجراء التصحيحات اللازمة.
  • استخدام هذه الفرصة للتنبؤ باتجاهات الشركة المستقبلية وإيجاد فرص استثمارية جديدة.

 

8. استخدام التكنولوجيا لتسريع عملية اتخاذ القرار:

تبني أدوات تكنولوجية وبرامج إدارة تساهم في تسريع عمليات جمع البيانات وتحليلها، وتقديم الإنذارات عند الحاجة لاتخاذ قرارات عاجلة.

 

9. تكامل المعلومات من مختلف المناطق:

تعزيز التكامل والتواصل بين مختلف الأقسام داخل المؤسسة لضمان فهم شامل لكيفية تأثير القرارات على الشركة ككل.

 

10. تطبيق البيانات في تصنيف العملاء:

  • جمع وتحليل بيانات العملاء لتحديد الفئات الأكثر أهمية واحتمالية لتحقيق الأرباح.
  • استخدام هذه البيانات لتحسين كفاءة فرق المبيعات وزيادة الربحية

 

11. تعزيز التفاعل والتواصل:

  • تعزيز روح التعاون والتواصل بين جميع أفراد المؤسسة فيما يتعلق بالتحول الرقمي واستخدام تحليل البيانات.
  • تعزيز التعاون وتبادل المعرفة لضمان استفادة الجميع من الأدوات والتقنيات المتاحة.

أهمية فرق الخبراء في تحليل البيانات

مع تزايد أهمية علم البيانات وتحليلها، تحتاج الشركات إلى فرق متخصصة أو الاستعانة بخبراء خارجيين لتحقيق أقصى استفادة من البيانات:

  1. فرق تحليل البيانات المؤهلة:

يتطلب تحليل البيانات فريقًا يمتلك المعرفة الفنية والقدرات التحليلية اللازمة. يجب أن يكون الفريق قادرًا على تجميع البيانات بشكل صحيح، وتنظيفها، وتحليلها باستخدام أدوات تحليلية متقدمة.

  1. الاستعانة بخبراء خارجيين:

في حالة عدم توفر الموارد أو المهارات اللازمة داخليًا، يمكن للشركات اللجوء إلى خبراء خارجيين متخصصين في تحليل البيانات.يعد هذا الخيار فعالاً من حيث التكلفة حيث يمكن توظيف الخبراء لفترات محددة وفقًا لاحتياجات المشروع.

أيضاً يمكن للشركات الاستفادة من تجارب الخبراء السابقة والمعرفة العميقة في مجال تحليل البيانات دون الحاجة إلى بناء فريق داخلي من الصفر.

أنواع تحليل البيانات في إدارة الأعمال

  1. تحليل البيانات الوصفي: يهدف إلى استعراض وتفسير ما حدث في الماضي.
  2. تحليل البيانات التشخيصي: يهدف إلى فهم الأسباب وراء حدوث أمر معين.
  3. تحليل البيانات التنبؤي: يركز على التنبؤ بالأحداث المستقبلية بناءً على البيانات الحالية.
  4. تحليل البيانات التوجيهي (Prescriptive): يقدم توصيات وإرشادات حول الخطوات التي يجب اتخاذها.
thumb-content

بعض المفاهيم المغلوطة حول اتخاذ القرارات باستخدام تحليل البيانات

رغم أن القرارات المبنية على البيانات توفر فوائد كبيرة، إلا أن هناك بعض المفاهيم المغلوطة التي يجب أن يدركها مدراء المشاريع لتحقيق أقصى استفادة:

  1. الاعتماد على البيانات فقط يلغي دور الخبرة البشرية 

يعتقد البعض أن استخدام البيانات في اتخاذ القرارات يعني تجاهل الحدس والخبرة. في الواقع، الجمع بين رؤى البيانات والخبرة الشخصية يتيح اتخاذ قرارات أكثر توازنًا ودقة.

  1. زيادة كمية البيانات تعني قرارات أفضل  

بينما تُعتبر البيانات عنصرًا أساسيًا في عملية اتخاذ القرار، فإن جودة البيانات وتحليلها الصحيح أكثر أهمية من مجرد كميتها. الإفراط في جمع البيانات دون تنظيم قد يؤدي إلى "شلل التحليل" ويبطئ عملية اتخاذ القرارات.

  1. تحليل البيانات مخصص للشركات الكبرى فقط 

هناك اعتقاد أن الشركات الصغيرة لا تحتاج إلى استخدام البيانات في قراراتها. الحقيقة أن جميع الشركات، بغض النظر عن حجمها، يمكنها الاستفادة من التحليل البياني لتحسين الأداء وتحقيق نتائج أفضل.

  1. تحليل البيانات عملية معقدة ومكلفة

يظن البعض أن أدوات تحليل البيانات تتطلب استثمارات كبيرة وأنها صعبة الاستخدام. مع التطور التقني، أصبحت العديد من الأدوات المتاحة اليوم بسيطة وسهلة الاستخدام وبتكلفة معقولة، مما يجعل التحليل البياني متاحًا للجميع.

  1. القرارات المبنية على البيانات تضمن النجاح دائمًا  

على الرغم من أن الاعتماد على البيانات قد يعزز من فرص النجاح، إلا أن هذا لا يعني أن النتائج مضمونة. تظل هناك عوامل أخرى قد تؤثر على القرار النهائي وعلى نجاح المشروع.

تحليلات البيانات مع باني

 كرائد أعمال، قد يكون لديك العديد من الأفكار والطموحات، ولكنك تواجه تحديًا في اتخاذ قرارات مبنية على أسس واضحة. في هذه الأيام التي تعتمد على البيانات، ولذلك عدم الاستفادة من هذه الأداة القوية يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير دقيقة، مما يعرض مشروعك لمخاطر غير محسوبة قد تضر بمستقبله.

قد تكون هذه المشكلة أكبر مما تتصور، ولذلك  بدون تحليلات البيانات، يمكن أن تفوتك فرص حقيقية للنمو والتوسع. القرارات العشوائية لا تتماشى مع التنافسية العالية في السوق، وفهم السوق والعملاء والمنافسين أصبح ضرورة قصوى لتبقى في الصدارة.

هنا تأتي خدمة استشارة تحديد الاتجاه من باني، إذ  نساعدك على تحويل البيانات إلى قرارات استراتيجية واضحة ومدروسة. من خلال تحليل عميق لبيانات مشروعك وتوجيهك نحو المسار الأنسب، نضمن لك الوصول إلى أهدافك بثقة ودون مخاطرة. لا تدع البيانات تذهب سدى، ولكن استفد منها لتحقيق النجاح الذي تطمح إليه من خلال موقعنا .

Post a comment

Your email address will not be published.